ملخص

اهتمت السنة النبوية اهتمامًا بالغًا بمرحلة الشباب وتنمية القيم الإسلامية فيهم والتي تمكنهم من بناء شخصية متميزة بعيدة عن الانحراف السلوكي والضياع، فجاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على ما تتميز به مرحلة الشباب من القوة والإنتاج، فهي أفضل مراحل العمر لما يتوفر فيها من كمال الحواس وبها يستطيع الشاب إدراك واجبه الديني وتمييز الصواب من الخطأ، كما بينت الدراسة أهم خصائص القيم الإسلامية فهي ربانية مصدرها القرآن والسنة، كما أنها جامعة بين الثبات في الأمور العقدية والمرونة لمواجهة ما يتولد في حياة الناس من مواقف وحوادث، وهي وسطية معتدلة في كل أمور الإنسان الدينية والدنيوية، وشاملة لكل الصفات الحميدة، وواقعية وليست بأشياء نظرية، وقد تنوعت الأساليب النبوية لتنمية القيم لدى الشباب والتي تهدف إلى الوصول بالشاب المسلم إلى المرتبة المنشودة من التحلي بالقيم والأخلاق، فمن تلك الأساليب النبوية: أسلوب القصة، والحوار والاقناع، وضرب الأمثلة، والقدوة، والترغيب والترهيب، والمدح والتشجيع، والتنافس والمسابقة، ولكل أسلوب من هذه الأساليب أهمية كبيرة في تنمية القيم السلوكية لدى الشاب المسلم.

1 مدخل:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

تُعدُّ مرحلة الشباب أهم مراحل العمر على الاطلاق، وذلك لأنها مرحلة القوة والحيوية والنشاط، كما أنَّ أغلب التكاليف الشرعية الموجهة للإنسان من الله عز وجل يكون تنفيذها بشكل كبير في هذه المرحلة، فالإنسان في هذه المرحلة ينتقل من الطفولة التي تتسم بالضعف والاعتماد على الآخرين إلى الشباب الذي يُمثل القوة، ويشهد اكتمال النمو والنضج في مختلف الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والخلقية والدينية، ولذا كان من الواجب الاهتمام بهذه المرحلة من العمر، ولا يتحقق هذا الاهتمام إلا بتنمية القيم الإسلامية الصحيحة في نفوس الشباب وخاصة فيما يتعلق بالجانب الإيماني لأنه أهم الجوانب وتُبنى بقية الجوانب عليه، فإذا تمكنا من تنمية القيم الإسلامية في نفوس الشباب كان ذلك حصناً لهم من الضياع والانحراف السلوكي ، لذا جاء هذا البحث ليلقي الضوء على أهمية مرحلة الشباب وما تتميز به من بقية المراحل العمرية، وبيان بعض الأساليب التربوية الإسلامية التي من شأنها تنمية القيم الإسلامية في نفوس الشباب المسلم .

يشهد الزمان الحالي انحراف كثير من الشباب المسلم عن الدور المناط بهم، وانصرافهم إلى ما لا نفع فيه على أنفسهم ومجتمعهم، وقد عول الإسلام عليهم في كثير من الأمور لما يملكوه من صفات جسدية وروحية تمكنهم وتؤهلهم للقيام بها، فجاء هذا البحث ليجيب عن بعض التساؤلات ومنها:

لماذا تعد مرحلة الشباب من أهم مراحل العمر؟

لماذا تعد تنمية القيم الإسلامية لدى الشباب ضرورة لبناء الشخصية المتميزة للمسلم؟

هل خص النبي صلى الله عليه وسلم الشباب بالعناية؟

ما أبرز الأساليب النبوية في تنمية القيم لدى الشباب؟

الدراسات السابقة:

هنالك بعض الدراسات التي تتوافق مع بعض جوانب هذه الدراسة بمثل:

1ـ رسالة دكتوراه بعنوان: “القيم الأخلاقية وتعليمها في ضوء نمط التعليم في الإسلام”، للباحثة جيدة عبد العزيز، جامعة أم القرى، كلية التربية، مكة المكرمة، 1425هـ.

2ـ كتاب: “القيم الإسلامية والتربية ” لعلي خليل أبو العينين، نشرته مكتبة الحلبي، المدينة المنورة، 1408هـ.

3ـ كتاب: “القيم الإسلامية التربوية والمجتمع المعاصر”، لعبد المجيد بن مسعود، نشرته وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بدولة قطر عام 1419هـ.

4ـ رسالة ماجستير بعنوان: “الأساليب النبوية لتمية القيم الإيمانية لدى الشباب المسلم في ضوء التحديات المعاصرة، للطيب أحمد الشنقيطي، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، كلية التربية، مكة المكرمة.

 وهذه الدراسات وإن اتفقت في جانب من جوانب دراستي هذه إلا أن دراستي تتميز بأنها سلطت الضوء على الأساليب النبوية في بناء القيم لدى الشباب وذلك من خلال استقصاء الأحاديث النبوية الدالة على بناء القيم واستنباط أهم الوسائل النبوية من التي زرعها النبي صلى الله عليه وسلم لبناء القيم لدى الشباب.

منهج البحث:

اعتمدت في هذا البحث على المناهج الآتية:

1ـ المنهج الاستقرائي: واستخدمته في استقراء نصوص السنة النبوية الدالة على الاهتمام بمرحلة الشباب، والتي تحوي الأساليب التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في غرس القيم.

2ـ المنهج الاستنباطي: واستخدمته في استنباط الأساليب النبوية في غرس القيم من خلال نصوص الأحاديث الشريفة.

3ـ المنهج الوصفي: واستخدمته في وصف الأساليب التي استعملها النبي صلى الله عليه وسلم في غرس القيم، وبيان مدى حرصه صلى الله عليه وسلم على غرس القيم لدى الشباب وتنوع أساليبه.

خطة البحث:

 وقد قمت بتقسيم هذا البحث إلى خمسة مباحث على النحو الآتي:

  • التعريف بمصطلَحَي الشباب، والقيم.
  •  اهتمام الإسلام بالشباب ومميزات هذه المرحلة.
  •  خصائص القيم الإسلامية.
  •  الأساليب النبوية لتنمية القيم الإسلامية لدى الشباب المسلم.

ثم خاتمة فيها أهم نتائج هذا البحث.

.2 التعريف بمصطلَحَي الشباب، والقيم:

أولاً: تعريف مصطلح الشَّباب:

1ـ الشَّباب في اللغة : جاء في لسان العرب : الشَّباب الفناء والحداثة ، والشَّباب جمع شاب وكذلك الشُّبَّان ، وشبَّ الغلام يشبُّ شباباً وشبوباً[1].

وفي القاموس المحيط : الشَّباب الفناء كالشيبة ، وقد شبَّ يشب ، وجمع شاب كالشبان وأول الشيء[2].

2ـ الشَّباب في الاصطلاح:

اختلف الباحثون في تحديد مرحلة الشباب من حيث بدايتها ونهايتها ، وقد حدّد وزراء الشباب العربي في مؤتمرهم الأول أن مفهوم الشَّباب يتناول أساساً من تتراوح أعمارهم بين 15ـ 25 سنة انسجاماً مع المفهوم الدولي المتفق عليه بهذا الشأن[3] .

لذا فالتعريف المختار للشباب هو : الفترة الزمنية التي يجتازها الفرد بين مرحلة الطفولة ومرحلة الرُّشد، والتي يتحقق خلالها نُضجه الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي[4].

ثانياً: تعريف القِيَم:

1ـ القِيَم في اللغة:

قال الرازي : القيمة واحدة القِيَم ، وقوَّم الشيء تقويماً فهو قويم أي مستقيم [5].

وقال ابن منظور : القيام يأتي بمعنى المحافظة والملازمة ، كما يأتي بمعنى الثبات والاستقامة ، فيُقال : أقمت الشيء وقوَّمته فقام بمعنى استقام ، والاستقامة اعتدال الشيء واستواؤه [6].

مما سبق يتضح أنَّ لفظة (القيم) تتضمن الاستقامة، والاعتدال، والمحافظة و، والملازمة.

2ـ القيم الإسلامية في الاصطلاح:

عُرفت القيم الإسلامية بعدة تعريفات منها:

أ ـ هي القيم المنظمة لعلاقة الإنسان بالله تعالى ، وتحدد صلته به [7].

ب ـ هي المفاهيم والمعاني التي يولد الإنسان بموجبها ولادة ربانية ويعيش في ظلال طاعة الله مع حمل النفس على تنفيذ مراده في الكون[8].

ج ـ هي تلك المعايير التي جاء بها القرآن الكريم والسُّنة المطهرة ، ودعا إليها الإسلام، وحثَّ على الالتزام والتمسك بها ، وأصبحت محل اعتقاد واتفاق واهتمام لدى المسلمين، فهي تُمثل الموجِّهات لحياتهم ، ومرجعاً لأحكامهم ، فيحددون من خلالها المقبول وغير المقبول، والمستحسن والمستهجن، والمرغوب فيه وغير المرغوب فيه، من الأقوال والأفعال، ومظاهر السُّلوك المختلفة[9].

ويُعد هذا التعريف الأخير تعريفاً جامعاً مانعاً مرتبطاً بالمعايير والمبادئ التي ارتضاها الشرع المطهر، وفيه تحديد لمصادر القيم وهي الكتاب والسنة التي تنظم حياة البشر.

.3 اهتمام الإسلام بالشباب ومميزات هذه المرحلة:

إن المتأمل في القرآن الكريم والسنة النبوية يجد فيهما اهتماماً خاصاً بمرحلة الشباب، سواء في الثناء وذكر الإنجازات، أو في الإرشاد والتوجيهات الخاصة بهذه المرحلة.

وعلى سبيل المثال نجد أنَّ القرآن الكريم يحدثنا عن الشباب بأنهم هم الذين اتبعوا الرَّسل وصدقوهم وآمنوا بهم، فهؤلاء أتباع موسى عليه السلام يصفهم ربهم بقوله:” فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ”(سورة يونس :83)  أخبر تعالى أنه لم يؤمن بموسى عليه السلام مع ما جاء به من الآيات البينات والحجج القاطعات والبراهين الساطعات، إلا قليل من قوم فرعون من الذرية – وهم الشباب – على وجل وخوف منه ومن ملئه أن يردوهم إلى ما كانوا عليه من الكفر؛ لأن فرعون كان جبارًا عنيدا مسرفًا في التمرد والعتو، وكانت له سطوة ومهابة، تخاف رعيته منه خوفًا شديدًا[10] .

كما أن القرآن الكريم قد أثنى على فئة من الشباب الذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى وكافأهم على ذلك بزيادة الهدى حين قال سبحانه وتعالى:” إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى” (سورة الكهف: 13)، قال ابن كثير: “فذكر تعالى أنهم فتية – وهم الشباب- وهم أقبل للحق، وأهدى للسبيل من الشيوخ، الذين قد عتوا وعسوا في دين الباطل؛ ولهذا كان أكثر المستجيبين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم شبابًا. وأما المشايخ من قريش فعامتهم بقوا على دينهم، ولم يسلم منهم إلا القليل، وهكذا أخبر تعالى عن أصحاب الكهف أنهم كانوا فتية شبابًا[11]“.

ومن الاهتمام بعنصر الشباب نجد ما يبينه الرسول صلى الله عليه وسلم من مكانة الشباب الذي ينشأ على طاعة الله سبحانه وتعالى، فهذا الصنف من الشباب لهم مكانة عالية عند الله سبحانه وتعالى حيث ينجيهم من الضيق والكرب الذي يلحق الناس يوم القيامة فيظلهم الله سبحانه وتعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ، … »[12].

كما نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب فئة الشباب ويوصيهم بوصية عظيمة بقوله: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ »[13].

 ففي هذا التوجيه النبوي صيانة للشباب من فساد السلوك والوقوع في الإثم.

ومن عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب ما كان يعاملهم به من التقدير لحقوقهم والاعتراف بمكانتهم، ويدل على ذلك ما يرويه سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضى الله عنه “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِىَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِىَ هَؤُلاَءِ؟ فَقَالَ الْغُلاَمُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لاَ أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَداً، قَالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَدِهِ”[14].

قال ابن حجر: “وهذا الغلام هو عبد الله بن عباس رضي الله عنه”[15].

 فلم يحتقر الرسول صلى الله عليه وسلم الغلام لصغر سنه بل اعترف له بحقه الذي شرعه له الإسلام لأنه عن يمين الرسول صلى الله عليه وسلم فأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم فشرب.

أضف إلى ذلك ما كان يقابلهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من السرور وطلاقة الوجه –وهو سيد البشر- كما يروي ذلك الشاب جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: “مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلاَ رَآنِي إِلاَّ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِى”[16]. يقول النووي: “فعل ذلك اكراماً ولطفاً وبشاشة ففيه استحباب هذا اللطف للوارد وفيه فضيلة ظاهرة لجرير”[17].

 وهذه المرحلة من العمر تتميز عن غيرها بعدة أمور منها:

 1ـ فترة القوة والإنتاج:

يمر الإنسان في مراحل حياته بمراحل تتفاوت قوة وضعفاً، فهو يخرج إلى الدنيا صغيراً ضعيفاً، لا يعلم شيئاً، ثم يكبر شيئاً فشيئاً، فيقوى جسمه وتنمو حواسه ويزداد عقلاً وعلماً، حتى يبلغ أشده.

ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الطور في حياة الإنسان، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: ” وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”( سورة النحل: 78)، أي:  أنَّ الله أخرج عباده من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئاً ثم بعد هذا يرزقهم السَّمع الذي يدركون الأصوات ، والأبصار التي بها يحسون المرئيات ، والأفئدة وهي العقول التي يميز بها بين الأشياء ضارها ونافعها، وهذه القوى والحواس تحصل للإنسان على التدريج قليلاً قليلاً كلَّما كَبُر زِيد في سمعه وبصره وعقله حتى يبلغ أشده. وإنما جعل تعالى هذه في الإنسان ليتمكن بها من عبادة ربه تعالى فيستعين بكل جارحة وعضو وقوة على طاعة مولاه[18].

ولكن هذه الفترة من القوة التي تصاحب مرحلة الشباب لا تدوم، فإن الإنسان يرد مرة أخرى إلى الضعف إذا تقدم به العمر، وإلى هذا أيضاً أشار القرآن الكريم، كما في قوله سبحانه وتعالى :” اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ”(سورة الروم: 54)  قال ابن كثير: نبه تعالى على تنقل الإنسان في أطوار الخلق حالاً بعد حال ، فأصله من تراب، ثم من نطفة، ثم من علقة ، ثم من مضغة ، ثم يصير عظاماً ثم يكسى لحماً ، وينفخ فيه الروح ، ثم يخرج من بطن أمه ضعيفاً نحيفاً واهن القوى . ثم يشب قليلاً قليلاً حتى يكون صغيراً، ثم حَدَثاً، ثم مُراهقاً، ثم شاباً. وهو القوة بعد الضعف، ثم يشرع في النقص فيكتهل، ثم يشيخ ثم يهرم، وهو الضعف بعد القوة، فتضعف الهمة والحركة والبطش ، وتشيب اللمة ، وتتغير الصفات الظاهرة والباطنة; ولهذا قال: ” ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ” ، أي : يفعل ما يشاء ويتصرف في عبيده بما يريد [19].

2ـ أفضل مراحل العمر:

تعود الأفضلية لهذه المرحلة من العمر لما يتمتع به الإنسان فيها من القوة والنشاط، دون غيرها، ولما يتوافر لها فيها من كمال الحواس، فهو في هذه المرحلة أقدر على الانتفاع بحواسه من أي مرحلة أخرى.

ومما يدل على كون هذه المرحلة هي أفضل مراحل العمر، هو أن الله سبحانه وتعالى عندما يجازي الناس يوم القيامة، يجعل أهل الجنة شباباً لا يهرمون أبداً. وذلك من كمال السعادة. كما أن راحة الحياة وبهجتها غالباً ما تكون في مرحلة الشباب، فهي مرحلة يتطلع إليها الصغير، ويتمناها الكبير، ولذا فقد بكى عليها الشيوخ وتغنى بها الشعراء[20].

3ـ الشباب عماد الأمم:

الشباب في جميع الأطوار وفي أي قطر من الأقطار هم عماد حضارة الأمم، وسر نهضتها؛ لأنهم في سن الهمم المتوثبة والجهود المبذولة، سن البذل والعطاء، سن التضحية والفداء. وغالباً ما يمثل الشباب النسبة العظمى من السكان في الدول النامية، الأمر الذي يقتضي مزيداً من الاهتمام به، والاستثمار فيه، حيث يعتمد نمو خيرات هذه المجتمعات، وملاحقتها لمطالب التطور وتفوق هيكل عملها وجودته على مدى جدوى عنصر الشباب فيها، ولهذا السبب نفسه نجد أنه سرعان ما ينهار أي مجتمع وتضيع قيمه إذا ما وهن شبابه، وأغلقت دونه نوافذ العلم والخبرة، بينما تتقدم المجتمعات الأخرى وتسبق غيرها معتمدة على فارق الزمن في إطلاق هذه الطاقات لأقصى ما تستطيع، وكلما اغتنمت الدول طاقات شبابها في العلم والإنتاج وبناء الحضارة زاد إنتاجها وحققت أهدافها[21].

4ـ تتميز مرحلة الشباب بالطاقة والحيوية والنشاط والحماس:

يندفع الشاب بشكل كبير في محاولاته لتحقيق ما يهدف إليه، فهو يميل إلى المغامرة والتهور، لذلك يجب أن يستغل هذا النشاط والحيوية والحماس فيما هو مفيد وإيجابي في حياتهم، وذلك مثل أعمال الخير وبناء المجتمع وتقدمه، وذلك لكي لا يستغل هذا النشاط والحماس في أمور غير إيجابية، فقد أكدت الدراسات العلمية أنَّ ما يحصل في كثير من البلاد من مظاهر العنف والتهور والمغامرات وغيرها من فئة من الشباب المندفعين بدون أسباب واضحة [22].

5ـ الشاب في هذه المرحلة يتأثر سريعاً لأبسط الأسباب، فهو مرهف الحس، رقيق الشعور، شديد الحساسية لما يسمعه أو يراه، فهو يتأثر بالمواعظ والقصص والآراء والأفكار التي يسمعها أو يراها، كما أنه شديد التأثر بما يوجه إليه من ثناء أو نقد، وهو يستجيب لما يتأثر به فإذا ترسخت لديه فكرة أو تشبَّع برأي، يعمل على تحقيقه بسرعة كبيرة وبدرجة عالية قد تصل إلى المغامرة[23].

وسيأتي في المبحث الرابع أمثلة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك.

6ـ النمو الديني والخلقي:

يستطيع الشاب المسلم في هذه المرحلة إدراك واجبه الديني  وأدائه لما فرض عليه، كما أنه يُدرك مفاهيم الصواب والخطأ، والحق والباطل، والفضيلة والرذيلة، ولكن تساهل الأسرة أو المجتمع مع بعض صور السلوك غير الخلقي، وتساهل وسائل الإعلام ونشرها لما يفسد الخلق، كل ذلك يعوق نموه الخلقي ويضعف تمسكه بالآداب الإسلامية بل قد يؤدي به إلى الانحراف الخلقي [24]. كما أن الاستقامة في الدين تُعدُّ من الأمور المهمة في حياة الشاب، ليس فقط في حفظه من فساد الأخلاق بل أيضاً من الغلو في الدين الذي ينجم من التشدد والفهم الخاطئ للدين الإسلامي الذي بُني على السماحة واليُسر[25].

.4خصائص القيم الإسلامية:

للتربية الإسلامية خصائص ومميزات تتفرد بها عن غيرها من النظم التربوية الأخرى، فالتربية الإسلامية تستمد مبادئها وأسسها وقيمها من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وشتَّان بين ما يقرره الإنسان وما يقرره خالقه وعليه فإن خصائص القيم هي نفسها خصائص التربية الإسلامية، ومن هذه الخصائص:

1ـ الرَّبَّانية:

ونقصد بها أن القيم الإسلامية تصدر من مصادر الإسلام ذاته أي أنها تُستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية

فالمبادئ والقيم التي تحكم التربية الإسلامية من صنع خالق الإنسان أوحى بها إلى نبيه المصطفى صلى الله عليه

وسلم، وهذه من أهم ما تمتاز بها التربية الإسلامية فهي ربانية المصدر والمنهج والهدف والغاية[26].

فالله سبحانه وتعالى هو أعلم بما يصلح الإنسان ويفسده وبما يتناسب مع إنسانيته وعزته وكرامته، ولا شك أنها أرحم بحال الإنسان من بقية الأفكار المنحرفة.

2ـ جامعة بين الثبات والمرونة:

وهذا مما تتفرد به القيم الإسلامية فهي تجمع بين الثبات والمرونة.

فهناك قيم عليا ثابتة لا تقبل الاجتهاد أو التغيير أو التبديل، كالقيم العقدية وقيم العبادات، أما القيم الأخرى فهي نسبيَّة، بمعنى أن القيم التي تستند إلى نص قطعي الدلالة لا يجوز فيها التغيير أو التبديل، أما التي تعتمد على ظني الدلالة فإن مجال الاختيار فيها واسع وهي مرنة مرونة كافية لمواجهة ما يتولد في حياة الناس من مواقف وحوادث، وما تصير إليه الأمور في المجتمعات، وهي مما يحتاج إلى نظر وتأمل واستنباط[27].

3ـ الوسطية والاعتدال:

اتصفت القيم التربوية الإسلامية بالوسطية والتوازن والاعتدال، فقد جعل الله الوسطية سمة من سمات الأمة الإسلامية، قال تعالى: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا” ( سورة البقرة: 143)، فلا غلو ولا جنوح في القيم الإسلامية، بل توازن واعتدال في كل أمور الإنسان الدينية والدنيوية[28]، فحققت تلك القيم التوازن بين الحياة المادية والوجدانية وبين الدنيا والآخرة، قال تعالى: “وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا” (سورة القصص:77).

4ـ الشمول والتكامل:

القيم الإسلامية تشمل كل الصفات الحميدة، والأعمال النبيلة التي تنفع الفرد والمجتمع فهي جامعة لجميع جوانب الأنسان وتوجهاته، وتستوعب الحياة بجميع جوانبها ثم هي في هذا لا تقف عند حد الحياة الدنيا.

“القيم في الإسلام لم تدع جانباً من جوانب الحياة بجميع مجالاتها -روحية و جسمية دينية ودنيوية ، عقلية أو عاطفية ، فردية أو جماعية -، إلا رسمت له الطريق الأمثل للسلوك الرفيع”[29].

5ـ الواقعية:

وهذه الخاصية من أبرز ما يمز القيم الإسلامية عن غيرها، لأنها قيم يمكن تطبيقها في الواقع  وليست أشياء نظرية ، أو مثالية لا يمكن تطبيقها وكل ذلك في حدود قدرة الإنسان وطاقته ، بدون تكلف أو مشقة ، قال تعالى :”لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ” (سورة البقرة :286)[30].

فالعبادات واقعية ، والأخلاق واقعية، وكذلك القيم التربوية الإسلامية واقعية[31].

6ـ الإنسانية:

القيم الإسلامية تحتوي كافة جوانب الإنسان وتوجهاته، وتستوعب حياته كلها من جميع جوانبها طبقاً للتصور الإسلامي، فتركز على سلوك الإنسان وتعمل على تقويمه، وكذلك تقوم ببناء الإنسان وجدانياً وأخلاقياً واجتماعياً وعلمياً ، وتنظم علاقة الأفراد ببعضهم في جو من الأخوة الإنسانية والصدق والعدل والمساواة[32].

.5 الأساليب النبوية لتنمية القيم الإسلامية لدى الشباب المسلم.

جاء الدين الإسلامي بأساليب تربوية متنوعة تهدف إلى الوصول بالشاب المسلم إلى المرتبة المنشودة من التحلي بالقيم والأخلاق، وقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم 

أشكالاً عديدة ووسائل تربوية متعددة في التربية والتعليم لتنمية القيم الإسلامية لدى الشاب المسلم ومن هذه الأساليب: 1ـ أسلوب القصة.

التعليم عن طريق سرد القصص يعتبر من أبرز الطرق التعليمية التي استعملها الرسول صلى الله عليه وسلم   لما لها من أثر واضح في التوجيه والتربية وإيصال المفاهيم[33]. ولقد ذخرت السُّنة النبوية بالكثير من النصوص ذات الطابع القصصي لترشد الناس نحو مبادئ الدين وتعاليمه السامية فمن أمثلة ذلك: بيانه فضيلة بر الوالدين، والعفة عن الزنا، وفضل الأمانة قصّ على أصحابه قصة أصحاب الغار الثلاثة المشهورة التي رواها عبد الله بن عُمر بن الخطَّاب رضِي الله عنْهُما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: “انطلق ثلاثةُ رهْطٍ ممَّن كان قبلكم، حتَّى أوَوا المبيتَ إلى غارٍ فدخلوه، فانحدرتْ صخرةٌ من الجبل فسدَّت عليهم الغار، فقالوا: إنَّه لا يُنجيكم من هذه الصَّخرة إلاَّ أن تدعوا الله بصالِح أعمالكم …. الحديث[34].

أهمية القصة في تنمية القيم لدى الشباب:

“للقصة آثار تربوية عظيمة قد لا تتحقق في غيرها من الأساليب التي جاءت بها التربية الإسلامية ، فالقصة القرآنية النبوية تمتاز بميزات جعلت لها آثاراً نفسية وتربوية بليغة محكمة بعيدة المدى على مر الزمن، مع ما تثيره من حرارة العاطفة، ومن حيوية النفس، فتدفع الإنسان إلى تغيير سلوكه، وتجديد عزيمته بحسب مقتضى القصة وتوجيهها وخاتمتها والعبرة منها”[35].

2ـ أسلوب ضرب الأمثلة.

يُعتبر أسلوب ضرب المثل من أساليب الإيضاح والبيان لإبراز الحقائق بصورة واضحة محسوسة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعين على توضيح مواعظه بضرب المثل مما يشهده الناس بأم أعينهم ويقع تحت حواسهم.

ومن نماذج ضرب الأمثلة في السنة : المثال الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لأنواع الناس حسب قراءتهم للقرآن أو عدمها:  عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْأُتْرُجَّةِ [36]، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ وَالَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَل الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا”[37] .

وفي هذه التشبيهات أبلغ ترغيب في الخير وأزجر تحذير من الشر بأوضح أسلوب يدركه المخاطبون.

أهمية ضرب المثل في تنمية القيم لدى الشباب:

يستخدم المثال لتوضيح المعاني المجردة من خلال الأشياء الحسية التي يعيشها الشباب ويلمسونها، فتعمل التربية الإسلامية مثلاً على إزالة القنوط واليأس من نفس الإنسان المؤمن وتحقيق آماله، وغاياته بضرب المثل، كما تساعد على غرس القيم الخلقية في نفسه للعمل الجاد والتضحية في سبيل القيم والمثل العليا[38].

3ـ أسلوب القدوة.

تعريفها: هي نموذج مثالي واقعي يجمع بين الإيمان والاعتقاد والوعي والرشد والنضج، ويقوم على الحب والطاعة والوضوح، يقتدي به الفرد والجماعة قولاً وعملاً[39].

لقد جعل الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة ومثلاً حياً لمنهجه ، وتطبيقاً واقعياً للقيم العليا التي أنزلها في كتابه العزيز، فقال تعالى: )لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا( (لأحزاب: ٢١)، قال ابن كثير في تفسيره: “هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم  في أقواله، وأفعاله، وأحواله”[40].

ومن أمثلة التعليم بالقدوة الحسنة في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما روي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” منْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه”[41]. فهنا حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الاقتداء به وحفَّز عليه بذكر ثواب من اقتدى بوضوئه ، وكان الصحابة يؤكدون على ضرورة الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام ، فعن عمرو بن دينار قال: “سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنه عَنْ رَجُلٍ طَافَ بِالْبَيْتِ فِي عُمْرَةٍ وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَيَأْتِي امْرَأَتَهُ ؟ فَقَالَ : قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، فَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعًا لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”[42].

وكان النبي عليه الصلاة والسلام يُعنف من لم يقتد به : فقال للرهط الذين استقلُّوا عبادته بالنسبة لهم، وهموا بأمور لم يفعلها: “مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي”[43].

  فهذا التوجيه النبوي الكريم لهؤلاء الثلاثة بشكل خاص ولغيرهم على وجه العموم يربي فيهم الاقتداء بالقول والعمل.

أهمية أسلوب القدوة في تنمية القيم لدى الشباب:

إن للقدوة الحسنة تأثيراً بالغاً في بناء القيم الحسنة عند الشباب، واجتثاث القيم السيئة، فالشباب بحاجة إلى القدوة الحسنة التي تنسجم مع واقعها السلوكي، فكثيراً ما يعاني الشباب من تناقض صورة الواقع مع المُثل والقيم، مما يدفعه إلى الأخذ بهذا التناقض كي يتعايش مع الواقع المتناقض[44].

4ـ أسلوب المحاضرة والوعظ.

  وهي طريقة تعتمد على إلقاء المعلم للمعلومات، ويتلقى المتعلم المادة بالإصغاء والاستماع، ويعتبر هذا الأسلوب من الأساليب التربوية التي استخدمها الله ورسوله للوصل بالسامع إلى قناعة تامة بفعل الأوامر واجتناب النواهي.

لم يغب هذا الأمر عن المربي الأول وهو النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان كما وصفه الصحابي الجليل عبد الله  رضي الله عنه: “كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا”[45].

قال الخطابي : “والمعنى كان يراعى الأوقات في تذكيرنا ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا نَمَل”[46].

ومن أمثلة مواعظه صلى الله عليه وسلم قوله: “كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ” [47].

أهمية المحاضرة والوعظ في تنمية القيم لدى الشباب:

يعتبر هذا الأسلوب من أهم الأساليب التربوية التي لها دور كبير في تنمية القيم، وخاصة لدى الشباب، وذلك بتكرار الموعظة مرة بعد مرة ففي النفس استعداد للتأثر بما يلقى إليها من الكلام، وهو استعداد مؤقت في الغالب، فيلزمه التكرار[48].

5ـ أسلوب الحوار والإقناع.

يقوم هذا الأسلوب على الحوار الذي ينمي روح التعاون، والتدرب على مهارات الإلقاء، والاستماع ، والتفكير، واحترام آراء الآخرين، والجرأة في إبداء الرأي، وقد انتشر التعليم بالطريقة الحوارية في حديثه صلى الله عليه وسلم، متضمناً معاني وأهدافاً تربوية متعددة، فمن أمثلة الحوار للإقناع :عن أبي أمامة رضي الله عنه: “أنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم  فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، فَزَجَرُوهُ، قَالُوا: مَهْ مَهْ، فَقَالَ: ادْنُهْ فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا، قَالَ: فَجَلَسَ، قَال: أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ، قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِم، قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: “وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ، قَال: أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ، قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ، فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْء[49].

ففي هذا الحوار بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم للشاب قبح الزنى نتيجة لما بدأ به النبي عليه الصلاة والسلام من مقدمات منطقية مقنعة.

أهمية أسلوب الحوار والاقناع في تنمية القيم:

إن أسلوب الإقناع العقلي من الأساليب التي لو طبقت في الواقع مع الشباب المسلم لأدت إلى نتائج حيَّة وملموسة، تظهر آثارها على مُحيَّاهم ، فقد حثَّ القرآن الكريم على إقناع الناس بالحسنى  فقال تعالى : ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” ( سورة النحل :125) ، والنفس البشرية من طبيعتها أن تستجيب إذا حصلت لديها القناعة العقلية التامة ، وإلا فإن مصيرها الصدود والاعراض في حال عدم الاقناع، فيتضح جلياً أهمية الحوار والاقناع العقلي للشباب المسلم لما يسهم في تربيتهم وتنمية القيم لديهم [50].

6ـ أسلوب التنافس والمسابقة:

 وهي عبارة عن نشاط يوجه إليه المعلم بهدف الاستزادة من المعرفة وتعويدهم الاطلاع والبحث [51]، وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على حثِّ الصحبة رضوان الله عليهم على التنافس في أمور الخير وعلى المسارعة إليها ، ويُعد هذا الأسلوب من أساليب التربية الإسلامية الأصيلة، ويؤكد ذلك قوله تعالى: “وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ” (سورة المطففين: 26).

ومن أمثلة هذه الطريقة من السنة النبوية : حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على التنافس والتسابق في حفظ القرآن الكريم، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: “خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ[52]، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ [53] فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ[54]، فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ؟ “[55].

 ففي هذا الحديث الشريف فضل عظيم لقراءة كتاب الله وتعلّمه وتعليمه، بثه النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ليزرع فيهم التنافس والمسابقة للخير.

ومن أمثلته أيضاً: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  رضي الله عنه، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا ؟”، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً ؟” قَالَ أَبُو بَكْر: أَنَا، قَالَ: فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ [56].

وفي هذا الحديث الشريف شجع النبي صلى الله عليه وسلم على التنافس والتسابق في الخير والإكثار من الصالحات، وحدد الجوائز للمتنافسين والمتمثلة في الأجر العظيم وهو الجنة مما أثار الدافعية للتنافس للحصول على تلك الجائزة العظيمة.

أهمية التنافس والمسابقة في تنمية القيم:

يعتبر أسلوب التنافس والمسابقة من الأساليب التي يجب على المُربين ممارستها لتحفيز وترغيب الشاب المسلم في طلب معالي الأمور، والمسارعة إلى الفوز بها، سواء كانت دينية أو دنيوية مما يزرع روح التنافس الشريف عند الشباب ويساعد على تنمية القيم الإسلامية لديهم، مما يجعل لديهم دافعية للتنافس في الخير، والوصول لمرضاة الله سبحانه.

7ـ الترغيب والترهيب:

يُعد أسلوب الترغيب والترهيب من الأساليب التربوية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لحث المسلمين على الطاعات وتحذيرهم من المحرمات بأسلوب مشوق ومشجع لفعل الطاعة وبيان أجرها عند الله، ومحذر لفعل المعصية ببيان عقوبتها وعظم إثمها.

فجاء القرآن الكريم مليئاً بآيات الترغيب والترهيب بمثل قوله تعالى:” فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)”(سورة النازعات: 37ـ41).

قال ابن كثير: “فتارة يدعو عباده إليه بالرغبة وصفة الجنة والترغيب بما لديه ، وتارة يدعوهم إليه بالرهبة وذكر النار وأنكالها وعذابها والقيامة وأهوالها ، وتارة بهما لينجع كل بحسبه” [57].

ومن أمثلة السنة النبوية على هذا الأسلوب:

ما رواه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما: “أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ثَائِرُ الرَّأْسِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ؟ قَالَ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ إِلا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ قَالَ: صِيَامُ رَمَضَانَ إِلا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا، قَالَ: أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ قَالَ: فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَرَائِعِ الإِسْلامِ، قَالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ لا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا، وَلا أَنْتَقِصُ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ، أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَق[58].

ففي هذه القصة نجد أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد عقّب ببيان الأجر والثواب المترتب على من قام بالواجبات، رابطاً بين الفعل والثواب، مستثيرًا فاعلية الإنسان الناتجة عن الحاجة إلى التدين والأمن، ومحفزًا بالثواب على التنفيذ.

قال ابن عبد البر: “أفلح إن صدق: معناه فاز بالبقاء الدائم في الخير والنعيم، وهي الجنة لا يَبيدُ نعيمها”[59].

وفي معنى الحديث السابق ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “منْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ”[60].

فمن قدم إلى الله بإيمان يتبعه عمل بهذه الفرائض كان حقاً على الله أن يدخله الجنة.

أهمية أسلوب الترغيب والترهيب في تنمية القيم:

“يُعد هذا الأسلوب من الأساليب المؤثرة في مجال القيم لكونه يتمشى مع ما فطر الله عليه الإنسان من الرغبة في اللذة والنعيم والرفاهية وحسن البقاء والرهبة من الألم التي تبعث في نفسه اللذة والنعيم والراحة والسرور، ويخاف ويرهب من الأشياء التي فيها خوف وألم مادي أو معنوي”[61].

8ـ أسلوب المدح والتشجيع:

المدح والتشجيع أسلوب كلامي يظهر فيه المعلم أو المربي تقبله لشخصية المتعلم وذاتيته[62]، وانتشر هذا الأسلوب في السنة النبوية ومن أمثلة:

ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ،  نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ،  نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِين”[63].

ففي هذا الحديث الشريف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب المدح مشجعًا أصحابه على الإنجاز ومثيرًا لدافعيتهم على العمل.

أهمية أسلوب المدح والتشجيع في تنمية القيم:

هذا الأسلوب يعد الأسلوب الأساسي للعديد من الأساليب الأخرى، فعندما يتقنه المربون يتعلمون أن الانتباه والاهتمام بالشباب لهما أثر قوي على سلوكهم، وسوف يكتشفون أن تأثير هذا الأسلوب يرتبط باستخدامه خلال قيام الشباب بالسلوك المرغوب فيه أو بعده مباشرة. ويتضمن المدح والانتباه كلمات الثناء والتقدير، والمدح والتشجيع لهما أثر كبير في تغيير السلوك وزيادة تكرار السلوك الحميد.

 .6الخاتمة:

بعد استقصاء أساليب النبي صلى الله عليه وسلم التربوية في زرع القيم لدى الشباب يمكننا التوصل إلى النتائج الآتية:

1ـ حضي الشباب بالعناية والرعاية والاهتمام البالغ في الإسلام، فأثنى عليهم الله سبحانه في كتابه الكريم، واهتم بهم النبي صلى الله عليه وسلم اهتمامًا خاصًا.

2ـ تعتبر مرحلة الشباب من أهم مراحل الحياة لما تتميز به من القوة والإنتاج، والبذل والعطاء والتأثر.

3ـ تنمية القيم الإسلامية لدى الشباب ضرورة لبناء الشخصية المتميزة للمسلم.

4ـ للقيم الإسلامية خصائص لا توجد إلا فيها فهي ربانية، ووسطية، وشاملة، وواقعية، وإنسانية، إضافة إلى أنها تجمع بين الثبات والمرونة.

5ـ الأساليب النبوية في التربية هي أفضل أساليب تنمية القيم الإسلامية لدى الشباب.

6ـ تنوعت الأساليب النبوية لتنمية القيم لدى الشباب بين أسلوب القصة، وأسلوب الحوار، وأسلوب القدوة، وأسلوب الاقناع، وأسلوب المنافسة وغيرها من الأساليب.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


[1] ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، (بيروت: دار صادر، 1993م)، ص 480.

[2]  الفيروز أبادي، محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، (بيروت: دار إحياء التراث العربي،1420هـ)، 1/180

[3] الحسن، إحسان محمد الحسن، تأثير الغزو الثقافي على سلوك الشباب العربي، (الرياض: أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية،1419هـ)، ص:21.

[4] الشيباني، عمر محمد، الأسس النفسية والتربوية لرعاية الشباب، (بيروت: دار الثقافة، 1973م)، ص: 39

[5] الرازي، محمد بن أبي بكر، مختار الصحاح، (القاهرة: دار الحديث، 1424هـ)، ص 302.

[6] ابن منظور، لسان العرب، مادة (قوم)، 12/498.

[7] أبو العينين، علي خليل، القيم الإسلامية والتربية، (المدينة المنورة: مكتبة الحلبي، 1408هـ)، ص:209

[8] عبد المجيد بن مسعود، القيم الإسلامية التربوية والمجتمع المعاصر، (قطر: وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية،1419هـ)، ص 69. ـ

[9] عبد العزيز، جيدة، القيم الأخلاقية وتعليمها في ضوء نمط التعليم في الإسلام، رسالة دكتوراه (مكة المكرمة: جامعة أم القرى، 1425هـ)، ص: 40.

[10]ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 4/287.

[11]ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 5/140.

[12]رواه البخاري في صحيحه، كتاب الجماعة والإمامة، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، رقم (629) 1/224، ومسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، رقم (1031) 2/715.

[13] رواه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، رقم (4778) 5/1950، ومسلم في صحيحه، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه، رقم (1400) 2/1018.

[14] رواه البخاري في صحيحه، كتاب المساقاة والشرب، باب في الشرب، رقم (2224) 2/829.

ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الأشربة، باب استحباب إدارة الماء واللبن ونحوهما، رقم (2030) 3/1604.

[15] ابن حجر، أحمد بن علي العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، (بيروت: دار المعرفة،1379هـ)، 5/30.

[16] رواه البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب من لا يثبت على الخيل، رقم (2871) 3/1104.

[17] النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، المنهاج شرح صحيح مسلم، ط2، (بيروت: دار إحياء التراث، 1392هـ)، 16/35.

[18]ابن كثير، إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، ط2، (الرياض: دار طيبة، 1420 هـ)، 2/ 580.

[19] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 6/723.

[20] العبد، سليمان بن قاسم، مكانة الشباب في الإسلام، بحث منشور في موقع الألوكة في شبكة الانترنت.

[21] سليمان العبد، مكانة الشباب في الإسلام، بحث منشور في موقع الألوكة في شبكة الانترنت.

[22] المفدى، عمر عبد الرحمن، علم نفس المراحل العمرية، (الرياض: دار طيبة، 1423هـ)، ص:417

[23]  المغامسي، سعيد فالح، التربية الإيمانية وأثرها في تحصين الشباب من الانحراف، (سوريا: دار العلوم والحكم، 1424هـ)، ص:39

[24] المغامسي، التربية الإيمانية، ص 39.

[25] الشنقيطي، الطيب أحمد، الأساليب النبوية لتمية القيم الإيمانية لدى الشباب المسلم في ضوء التحديات المعاصرة، رسالة ماجستير، (مكة المكرمة: جامعة أم القرى)، ص:40

[26]محمد خياط، المبادئ والقيم في التربية الإسلامية، ص: 63

[27]ابن حميد، صالح بن عبد الله وآخرون، موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ط3، (جدة: دار الوسيلة، 1425هـ)، ص:82.

[28] صالح بن حميد، موسوعة نضرة النعيم، ص:80

[29] المانع، مانع بن محمد، القيم بين الإسلام والغرب دراسة تأصيلية مقارنة، (الرياض: دار الفيصلية، 1426هـ)، ص:156.

[30] الطيب الشنقيطي، الأساليب النبوية لتمية القيم الإيمانية، ص: 76ـ 77

[31] حسن عبد الله القرني، القيم التربوية، ص: 126.

[32] سيد أحمد طهطاوي، القيم التربوية في القصص القرآني، ص:69.

[33]) عبد المجيد منصور، علم النفس التربوي في الإسلام، ص: 295.

[34] رواه البخاري، كتاب الإجارة، باب من استأجر أجيراً فترك أجره وعمل فيه المستأجر فزاد، رقم (2152)، 2/793. ومسلم، كتاب العلم، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة، رقم (2743) 4/2100.

[35]النحلاوي، عبد الرحمن، أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، ط3، (دمشق: دار الفكر، 2004م)، ص:234.

[36]ثمر معروف يقال لها ترنج جامع لطيب الطعم والرائحة وحسن اللون ومنافع كثيرة (العظيم أبادي، محمد شمس الحق، عون المعبود، ط2، (بيروت: دار الكتب العلمية، ط2، 1415هـ)، 13 /122).

[37]رواه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام، رقم (4732)، 4/ 1917. ورواه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضيلة حافظ القرآن، رقم (797)، 1/ 549.

[38] الدخيل، محمد عبد الرحمن، مدخل إلى أصول التربية الإسلامية، الدخيل، ط2، (الرياض: دار الخريجي للنشر والتوزيع، 1424هـ)، ص:132.

[39] الندوي، أبو الحسن، بعض سمات الدعوة المطلوبة في هذا العصر، بحث مقدم للندوة العالمية للشباب الإسلامي في كينيا، 1402هـ، ص:15

[40] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 3/574.

[41] رواه البخاري، كتاب الوضوء، باب: الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، رقم (158) 1/71. ورواه مسلم، كتاب الوضوء، باب صفة الوضوء وكماله، رقم (226) 1/204.

[42] رواه البخاري، كتاب أبواب القبلة، باب قول الله تعالى” واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى”، رقم (387)، 1/154.

[43] رواه البخاري، كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح، رقم (4776)، ج: 5، ص: 1949.

[44] أحمد، عثمان سيد، الشباب وأوقات الفراغ، (الرياض: أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية،1422هـ)، ص:95

[45]  رواه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا، رقم (68) 1/38، ومسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة، باب الاقتصاد في الموعظة، رقم (2821) 4/2172

[46]  نقله عنه ابن حجر في فتح الباري 1/162

[47] رواه البخاري في صحيحه، كتاب الرقائق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، رقم (6053) 5/2358

[48]  محمد قطب، منهج التربية الإسلامية، 1/187.

[49] رواه أحمد، رقم (22265) 5/256. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. (الهيثمي، نور الدين علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1422هـ)، 1/ 155.

وقال شعيب الأرناؤوط رحمه الله في تحقيقه للمسند: اسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح (أحمد، المسند، 5/256)

[50] الطيب أحمد الشنقيطي، الأساليب النبوية لتمية القيم الإيمانية لدى الشباب المسلم في ضوء التحديات المعاصرة، ص: 136

[51] مصطفى موسى، تدريس التربية الإسلامية للمبتدئين، ص: 176.

[52] بُطحان: موضع بالقرب من المدينة المنورة. (النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم6/89).

[53] العقيق: وادي أبعد من ذات عرق بقليل (ميقات أهل العراق). (النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم، 8/86)

[54]) الكَوما من الإبل: العظيمة السنائم. (النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم 6 /89)

[55]) رواه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه، رقم (803)، 1/ 552.

[56])  رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب من جمع الصدقة وأعمال البر، رقم (1028)، 2/ 713.

[57]  ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 1/230.

[58] رواه البخاري في صحيحه كتاب الصوم، باب وجوب صوم رمضان، رقم (1792) 2/669.

ورواه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام، رقم (11) 1/40.

[59] ابن عبد البر، الاستذكار، 2/374.

[60] رواه البخاري في صحيحه، كتاب: التوحيد، باب {وكان عرشه على الماء} {وهو رب العرش العظيم}، رقم (6987) 3/1028.

[61] الدخيل، مدخل إلى أصول التربية الإسلامية، ص:130.

[62] انظر: الفتلاوي، سهيلة، تعديل السلوك في التدريس، (القاهرة: دار الشروق، 2005م)، ص:302، أبو غدة، عبد الفتاح، الرسول المعلم وأساليبه في التعليم، (بيروت: دار البشاير الإسلامية ،2003هـ)، ص: 154.

[63] صحيح، رواه الترمذي في جامعه، كتاب المناقب، باب: مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت، وأبي عبيدة ابن الجراح رضي الله عنهم، رقم (3795)، ثم قال رحمه الله: هذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث سهيل 5/666.

ورواه النسائي في الكبرى، رقم (8230) 5/64، وصححه ابن حبان رقم (6997) 15/459، والحاكم في المستدرك رقم (5031) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي 3/259.

للاطلاع على المصادر والمراجع وقراءة البحث كاملاً اضغط هنا