ملخص:
اعتنى علماء هذه الأمة بسنة النبي _ صلى الله عليه وسلم _ عناية فائقة، وخاصةً بعد ظهور الفتن، فبرز رجال عظماء لحفظ السنة النبوية وتدوينها ودراسة أسانيدها، ومن هؤلاء إمام ليس له مزيد شهرة إلا أَّن له شأنًا عظيمًا في علم الحديث النبوي الشريف، ألا وهو الحافظ المُحدث الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الحسن بن الفرات، المعروف بابن حِنْزابة، المولود عام (308هـ)، والمتوفى عام (391هـ)، فعمدتُ إلى التعريف به وذكر نسبه ومولده ونشأته، والحقبة الزمنية التي عاشها واستلم فيها الوزارة في عهد الدولة الإخشيدية، ثم إبراز مكانته العلمية في علم الحديث الشريف، وأهم مصنفاته فيه، وثناء العلماء عليه، فقد اشتهر _ رحمه الله _ بالحرص على طلب الحديث، وحضور مجالس العلماء، فكان ملازمًا لأهل الحديث حتى أصبح محدثًا حافظًا شهد له أهل زمانه وغيرهم بذلك، وقصده الأفاضل من البلدان الشاسعة ليسمعوا منه ويأخذوا من علمه، وقد سمع أبو الفضل ابن حنزابة من عدد من المحدثين في العراق ومصر، وسمع منه كذلك كبار العلماء في زمانه أمثال الإمام الدارقطني، وُصف الوزير ابن حنزابة _ رحمه الله _ إضافة لما حباه الله من علم وحب للعلماء بأنه كان صاحب عبادة وتقوى ومن ذلك حرصه على قيام الليل، وكثرة الصدقات. ثم عُنِيْتُ بإبراز جهوده في علم الجرح والتعديل وذلك ببيان عنايته بهذا العلم، فقد تكلم الوزير أبو الفضل ابن حنزابة في بعض الرواة، وهذا ينبئ عن معرفته بالرجال وهو علم دقيق جليل لا يخوض غماره إلا من وهبه الله العلم الغزير والحفظ الدقيق، وقد وافق كلامه غالبًا كلام أهل النقد في الجرح والتعديل، كان _ رحمه الله _ ينقل بعض ألفاظ الجرح والتعديل عن الإمام الدارقطني وينقل أحيانًا أقوال بعض العلماء في الحكم على بعض الرواة ولا يعقب عليهم مما يدل على موافقته لهم، وقد رجع الأئمة الكبار لكتاب ابن حنزابة لمعرفة سبب جرح الراوي مما يدل على قدرته ومكانة كتبه بين العلماء، ثم تتبعت أقواله في الجرح والذي كان يستخدم فيه غالبًا لفظ “ضعيف”، وممن نقل أقوال ابن حنزابة في الجرح الحافظ ابن حجر _ رحمه الله _ وهو أمير المؤمنين في الحديث في زمانه وهذا يدل على مكانة الوزير ابن حنزابة _ رحمه الله _ ومعرفته بالرجال. وتتبعت أقواله في التعديل والتي تنوعت بين: ثقة، وشيخ صالح، وصدوق مغرق فِي الكتابة، وغيرها، مع مقارنتها بأقوال غيره من أئمة النقد، وقد تُعقِّب الوزير أبو الفضل ابن حنزابة في مسائل يسيرة كأسماء شيوخ بعض الرجال، ورجح بعض أقواله أئمة كبار.
مدخل
إن الاشتغال بعلوم السنة النبوية من أعظم القربات إلى الله تعالى، وقد هيأ الله _سبحانه وتعالى_ رجالًا أفذاذًا أفنوا أعمارهم في جمعها وحفظها وتدوينها ونقد رواتها؛ لتمييز صحيحها من سقيمها، وزادت عنايتهم بالأسانيد بعد ظهور الفتن واختلاف آراء الناس ومذاهبهم، وقد أحببت أن أدلي دلوي في هذا المضمار بإفراد أحد أئمة الحديث في القرون المتقدمة بترجمته، والتعرف على منزلته بين أئمة هذا الشأن، وذكر أشهر مصنفاته في علم الحديث الشريف، وتتبع أقواله في الجرح والتعديل ومقارنة أقواله بأقوال غيره من النقاد، ألا وهو الحافظ المحدث الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الحسن بن الفرات المعروف بابن حِنْزَابة، لذا جاءت هذه الدراسة كاشفة عن شخصيته ومكانته بين أئمة الحديث الشريف.
ولعل مشكلة هذه الدراسة تتجلى بالتعرف على أحد علماء الحديث الشريف وحفاظه، وإظهاره لمن لا يعرفه وإبراز أهم أقواله في الجرح والتعديل مع مقارنتها بأقوال الآخرين، وتحاول الإجابة عن التساؤلات الآتية: من ابن حنزابة؟ وما منزلته عند المحدثين؟ وما أبرز إسهاماته في علوم الحديث الشريف؟ وما أبرز ألفاظ الجرح والتعديل عنده؟ أوافق بها غيره أم خالفهم؟
ولم أجد من كتب دراسة مستقلة في الحافظ ابن حنزابة سوى من ترجم له ترجمة مختصرة ضمن كتب التراجم ومن أبرز تلك الكتب:
1ـ تاريخ بغداد للحافظ الخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت (ت 463هـ).
2ـ تاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم ابن عساكر (ت571هـ).
3ـ تاريخ الإسلام للحافظ محمد بن أحمد بن قايماز الذهبي (ت 748هـ).
لذا جاءت هذه الدراسة لإبراز شخصية الحافظ ابن حنزابة وجهوده في علم الحديث الشريف، مع جمع أقواله في مكان واحد.
وقد استدعت طبيعة هذه الدراسة أن أسلك فيها المنهج التاريخي بالعودة لكتب التراجم التي ترجمت للوزير ابن حنزابة والتعرف على نسبه ونشأته ونشاطه العلمي، والمنهج الاستقرائي وذلك بالقيام باستقراء الرواة الذين تكلم فيهم ابن حنزابة جرحًا وتعديلًا وتتبع أقواله فيهم في بطون الكتب، إضافة للمنهج المقارن الذي استخدمته لمقارنة أقوال الوزير ابن حنزابة في الجرح والتعديل بأقوال غيره من العلماء في هذا الشأن.
وقمت بتقسيم هذه الدراسة بعد هذه المقدمة إلى قسمين رئيسين الأول: التعريف بأبي الفضل ابن حنزابة، والثاني علم الجرح والتعديل عند الوزير أبي الفضل ابن حنزابة.
.1 التعريف بالوزير أبي الفضل ابن حنزابة
.1.1اسمه ونسبه ومولده ونشأته
هو أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، ابن الوزير أبي الفتح بن حنزابة البغدادي المعروف بابن حنزابة.[1]
قال ابن خِلكان (ت681هـ): “وحِنْزابَةُ: هي أم أبيه الفضل ومعناه المرأة القصيرة الغليظة”.[2]
“ولكن في تذكرة الحفاظ للذهبي أن حنزابة هي أم جعفر المترجم كانت أم ولد أبيه الفضل”[3]، “ولعل هذا هو الصواب فإن ابن حنزابة لقب له لا لأبيه، كما صرح بذلك ابن الأثير”[4]، والسيوطي[5]، وغيرهما، لذلك قد يكون هنالك تحريف في عبارة ابن خلكان من النُّساخ ويكون أصلها وهي أم ولد أبيه أو نحو ذلك وهي أمَة رومية، أو ربما أخطأ ابن خلكان _ والله أعلم _.
ولد في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة ببغداد.[6]
أما عن وزارته فقد كان ابن حنزابة _ رحمه الله _ وزير بني الإخشيد[7] بمصر مدة إمارة كافور[8]، ثم استقل كافور بملك مصر واستمر في وزارته، ولما توفي كافور استقل بالوزارة وتدبير المملكة لأحمد بن علي بن الإخشيد[9] بالديار المصرية والشامية، وقبض على جماعة من أرباب الدولة بعد موت كافور وصادرهم، ثم قدم إلى مصر أبو محمد الحسين بن عبيد الله بن طغج[10] صاحب الرملة فقبض على الوزير ابن حنزابة وصادره وعذبه واستوزر عوضه كاتبه الحسن بن جابر الرياحي”[11]، “ثم أطلق الوزير جعفر بوساطة الشريف أبي جعفر الحسيني”[12]، “وسلَّم إليه الحسين بن طغج أمر مصر وسار عنها إلى الشام”. [13]
.2.1علمه وفضله ومصنفاته
اشتهر الوزير ابن حنزابة _ رحمه الله _ في زمانه بالحرص على طلب الحديث، وحضور مجالس العلماء، فكان ملازمًا لأهل الحديث حتى أصبح محدثًا حافظًا شهد له أهل زمانه وغيرهم بذلك.
نقل الذهبي عن الحسن بن أحمد السَّبِيْعِيُّ (ت371هـ) قوله: “قدم علينا الوزير جعفر بن الفضل إلى حلب، فتلقاه الناس، فكنت فيهم، فعرف أني محدث، فقال لي: تعرف إسنادًا فيه أربعة من الصحابة؟ قلت: نعم، حديث السائب بن يزيد، عن حويطب، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر _ رضي الله عنهم _ في العمالة”[14]، فعرف لي ذلك، وصار لي عنده منزلة.[15]
وقال الذهبي: “وقيل: كان الوزير ابن حنزابة _ رحمه الله _ عنده عدَّة ورَّاقين، وكان يُستعمل بسَمَرْقَند الكاغد، ويُحمل إليه”.[16]
قال الإمام المُحَدث أبو طاهر أحمد بن محمد السِّلَفي (ت 576هـ): “كان ابن حنزابة من الحفاظ الثقات المتبجحين بصحبة أصحاب الحديث، مع جلالة ورياسة يروي ويملي بمصر في حال وزارته، ولا يختار على العلم وصحبة أهله شيئًا، وعندي من أماليه ومن كلامه على الحديث، وتصرفه الدال على حدة فهمه، ووفور علمه، وقد روى عنه حمزة بن محمد الكِنَانِيُّ الحافظ مع تَقَدُّمِهِ “.[17]
وقصده الأفاضل من البلدان الشاسعة؛ ليسمعوا منه ويأخذوا من علمه، ولعل من أبرزهم الإمام أبو الحسن الدارقطني (ت 385هـ) “والذي خرج إليه من مصر وأقام عنده مدة يصنف لَهُ المسند، وحصل لَهُ من جهته مال كثير، وروى عنه الدارقطني فِي كتاب (المدبج) وغيره أحاديث“.[18]
ويعلق الدكتور موفق بن عبد الله في تحقيقه لسؤالات حمزة على رحلة الدارقطني لابن حنزابة بقوله: “يجب ألا ينسى القارئ أن ابن حنزابة لم يكن وزيرًا وصاحب سلطان وجاه فقط، إنما هو عالم كبير ورجل عادل بذل نفسه للعلم والعلماء فرِحلة الدارقطني له لمساعدته إنما هي رحلة لعالم من العلماء مشهود له بالتقوى والصلاح”.[19]
ومما يدل على شهرته العلمية _ رحمه الله _ ومعرفته بالرجال السؤالات التي كانت توجه له، وهذه السؤالات كلها حول رجال الحديث، وأحيانًا عن مروياتهم جرحًا وتعديلًا، وهي لا توجه إلا إلى كبار النقاد، وقد ذكر محقق سؤالات حمزة الدكتور موفق بن عبد الله أن عدد السؤالات الموجهة إلى ابن حنزابة من شيوخ السهمي بلغ ثلاثًا. [20]
وكان _ رحمه الله _ حريصًا على حضور مجالس العلماء، ومما ذكر في ذلك حضوره لمجلس أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون بن المبارك الحلبي المقرئ المُحدِّث (ت 389هـ): قال الذهبي: “وكان الوزير أبو جعفر بن الفضل معجبًا به، وكان يحضر عنده المجلس، مع العلماء“.[21]
واشتهر الوزير ابن حنزابة _ رحمه الله _ بتلقيه للحديث وكثرة سماعه وحفظه وكثرة مجالسه التي كان يحدث بها تلامذته. قال الذهبي عن الوزير: “كان صاحب حديث”.[22]
وقال ياقوت الحموي (ت 626هـ): “حدَّث بمصر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة مجالس إملاء خرَّجها الدارقطني وعبد الغني بن سعيد، وكانا كاتبيه ومخرِّجيه، وكان كثير الحديث جمَّ السماع، مُكرِمًا لأهل العلم مَطمعًا لأهل الحديث، استجلب الدارقطني من بغداد وبرَّ إليه وخرَّج له المسند“.[23]
وإضافة لما كان يحمله _ رحمه الله _ من علم بالحديث وحفظه فقد كان شاعرًا معروفًا أيضًا، ومن شعره:
“من أخملَ النَّفسَ أحياها وروَّحها…ولم يبِتْ طاويًا منها على ضَجر
إنَّ الرياحَ إذا اشتدَّت عواصِفُها…فليس تَرمي سوى العالي من الشَّجر”.[24]
وقد سمع أبو الفضل ابن حنزابة من عدد من المحدثين في العراق ومصر ومن أبرزهم:
الحسن بن محمد الداركي(ت317هـ)، ومحمد بن زهير الأُبُلِّيّ (ت318هـ)، ومُحَمَّد بن سعيد التَّرْخُميُّ الحمصي(ت320هـ)، ومُحَمَّد بن هارون الحضرمي(ت321هـ)، وطبقته من البغداديين، وعبد الله بن محمد بن عبد الكريم أبو القاسم الرازي (ت320هـ)، ومحمد بن حمزة بن عمارة بن حمزة (321هـ)، ومحمد بن عمارة بن حمزة الأصبهاني(ت321هـ)، وأبو بكر محمد بن جَعْفَر الخرائطي(ت327هـ)، والحسين بن أحمد بن بِسطَام[25]، وإبراهيم بن محمد بن أبي عباد[26]، ومحمد بن سعيد الحمصي.[27] “وكان يذكر أَنَّهُ سمع من أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي(ت317هـ) مجلسًا ولم يكن عنده فكان يقول: من جاءني به أغنيته فكان يملي الحديث بمصر“.[28]
وسمع من أبي الفضل ابن حنزابة طائفة من أبرزهم:
الإمام علي بن عمر أبو الحسن الدارقطني البغدادي (ت385هـ) وهو من أقرانه، وعبد الغني بن سعيد الأزدي المصري (ت409هـ)، والحسين بن علي بن الحسين بن محمد المغربي(ت418هـ)، ومحمد بن سعيد بن محمد ويقال محمد بن جعفر بن سعيد، وحمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى الجرجاني الحافظ (ت427هـ) والحسين بن أحمد بن بِسْطام أبو علي الزَّعفراني الأبُلي البصري (ت470هـ)[29]، وغيرهم الكثير.
أما أبرز مصنفاته:
فقد ذكر من ترجم للوزير ابن حنزابة أن له عددًا من المصنفات في علم الحديث الشريف منها:
أـ أسماء الرجال والأنساب: ذكره كاتب جلبي (ت1067هـ).[30]
ب ـ المسند: قال ابن طاهر المقدسي (ت507هـ): “رأيت عند الحبَّال كثيرًا من الأجزاء التي خرجت لابن حنزابة وفيها الجزء الموفي ألفًا من مسند كذا، والجزء الموفي خمسمائة من مسند كذا”.[31]
وذكر المسند كذلك: أبو جعفر الوادي آشي (ت938هـ)[32]، وإسماعيل الباباني البغدادي (ت1399هـ)[33]، وعمر رضا كحالة.[34]
ج ـ فوائد جعفر بن الفضل بن الفرات.
قال ابن العديم: “قرأت في جزء من فوائد جعفر بن الفضل بن الفرات إما بخطه أو بخط كاتبه: حدثني أبو الحسين قال: حدثنا أحمد يعني أبا العبّاس بن عبد الله بن عمار…”.[35]
.3.1عبادته، وثناء العلماء عليه ووفاته.
وُصف الوزير ابن حنزابة _ رحمه الله _ إضافة لما حباه الله من علم وحب للعلماء بأنه كان صاحب عبادة وتقوى ومن ذلك حرصه على قيام الليل، وكثرة الصدقات. فقد نقل عنه ياقوت الحموي والذهبي أنه “كان يفطر وينام نومة ثم ينهض في الليل فيتوضأ ويدخل بيت مصلاه، فيصف قدميه إلى الغداة”.[36]وقال الحموي أيضًا: “ولم يزل في أيام عمره يصنع أشياء من المعروف عظيمة، وينفق نفقات كثيرة على أهل الحرمين من أصناف الأشراف وغيرهم”.[37]
وقال الذهبي: “كان له عبادة وتهجد وصدقات عظيمة إلى الغاية”.[38]
هذا وقد أثنى على الوزير ابن حنزابة جمع من الأئمة، فهو وإن كان من أهل الولايات والرياسات، إلا أنه من أهل العلم وأهل الفضل، فكان _ رحمه الله _ إضافة لما حباه الله من علم وحفظ واهتمام بالحديث وعلومه كان رجلاً مكرمًا للعلماء محبًا لهم.
قال الإمام المُحَدث أبو طاهر أحمد بن محمد السِّلَفي (ت576هـ): “كان من الحفاظ المتقنين، يملي ويروي في حال الوزارة، عندي من أماليه، ومن كلامه على الحديث، الدال على حدة فهمه وقوة علمه، ولا يختار على العلم وصحبة أهله شيئًا “.[39]
وقال عنه ياقوت الحموي: “وهو أحد الحفاظ، حسن العقل كثير السماع مائل إلى أهل العلم والفضل“.[40]
وقال عنه المحدث الحسين رشيد الدين، المعروف بالرشيد العطار (ت662هـ): “وكان من أجِلَّاء المحدِّثين والحفَّاظ المسنِدين كثير الرواية مع المعرفة والدراية وله أمالي كثيرة الفوائد أملاها بمصر“.[41]
وقال الإمام الواعظ المؤرخ شمس الدين أبو المظفر التركي ثم البغدادي سبط ابن الجوزي (654هـ) عنه: “وكان فاضلًا ثقةً جوادًا، مُكرِمًا لأهل الحديث، يبعثُ في كل سنة إلى أهل الحرمين بمال وطعام وكسوة“.[42]
وقال ابن خلكان: “كان عالماً محباً للعلماء”.[43]
وقال الذهبي عنه: “الإمام الحافظ الثقة الوزير الأكمل“.[44]
توفي ابن حنزابة _ رحمه الله _ “بمصر في ثالث عشر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة“.[45]
قال الخطيب البغدادي: “وذكر لي محمد بن علي الصوري أن وفاته كانت قبل سنة تسعين وثلاثمائة، وَقَالَ لي عَبْد اللَّهِ بْن سبعون القيرواني: ليس كذلك، إنما توفي فِي إحدى وتسعين، وهذا القول الصحيح“.[46]
“وقد اشترى بالمدينة دارًا إلى جانب المسجد من أقرب الدور إلى القبر، ليس بينها وبين القبر إلا حائط وطريق في المسجد، وأوصى أن يدفن فيها، وقرر عند الأشراف ذلك فسمحوا له بذلك وأجابوه اليه، فلما مات حمل تابوته من مصر إلى الحرمين، فخرجت الأشراف من مكة والمدينة لتلقيه والنيابة في حمله، إلى أن حجوا به وطافوا ووقفوا بعرفة، ثم ردوه إلى المدينة ودفنوه في الدار التي أعدها لذلك”.[47]
ونقل محمد بن أحمد الصالحي (ت 744هـ)، عن الأمير المُسَبِّحي (ت420هـ) عندما مات ابن حنزابة قال: “لما غُسِّل أبو الفضل جعلوا في فِيه ثلاث شعرات من شَعْر النبي _ صلى الله عليه وسلم _ أخذها بمالٍ عظيم، وكانت عنده في درج ذهب مختوم بمسك“.[48]
“وحضر جنازته القاضي الحسين بن علي بن النعمان وقائد القواد وسائر الأكابر“.[49]
.2علم الجرح والتعديل عند الوزير أبي الفضل ابن حنزابة
.1.2 عناية الوزير أبي الفضل ابن حنزابة بعلم الجرح والتعديل
تكلم الوزير أبو الفضل ابن حنزابة في بعض الرواة، وهذا ينبئ عن معرفته بالرجال وهو علم دقيق جليل لا يخوض غماره إلا من وهبه الله العلم الغزير والحفظ الدقيق، وقد وافق كلامه غالبًا كلام أهل النقد في الجرح والتعديل، وينقل أحيانًا أقوال بعض العلماء في الحكم على بعض الرواة ولا يعقب عليهم مما يدل على موافقته لهم، ومن نماذج اعتناء الوزير ابن حنزابة بعلم الجرح والتعديل ما يأتي:
أـ رواةٌ ينقل الوزير أبو الفضل ابن حنزابة تعديلهم عن غيره:
كان _ رحمه الله _ ينقل بعض ألفاظ الجرح والتعديل عن الإمام النسائي، الدارقطني، وذلك بمثل ما يأتي:
أـ الإمام أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن أبي العباس الكوفي الحافظ المعروف بابن عقدة (ت332هـ): ذكر الذهبي في السير ما نقله عنه فقال: “سمعت الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود _رضي الله عنه_ إلى زمن أبي العباس بن عقدة أحفظ منه“.[50]
وممن ذكر ابن عقدة بذلك الحافظ الذهبي _ رحمه الله _ فقال: “كان حافظًا كبيرًا، جمع الأبواب والتراجم”.[51]
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: “وأما أبو العباس بن عقدة فكان من كبار الحفاظ“.[52]
ب ـ الربيع بن محمد بن عيسى: ذكر أبو الفضل ابن حنزابة أن النسائي قال: لا بأس به.[53]
وممن ذكر الربيع بذلك الحافظ ابن حجر في التقريب.[54]
ب ـ رجوع الأئمة لكتاب ابن حنزابة لمعرفة سبب جرح الراوي:
اهتم ابن حنزابة بعلم الرجال ونقدهم، وقد ثبت أنه دوَّن هذا الأمر في كتبه، ومما يدل عليه ما ذكره من سبب تضعيف الإمام النسائي لإسماعيل بن أبي أويس (ت 227هـ)، فقد جاء في سؤالات أبي بكر البرقاني للإمام النسائي قوله: “قلت للدارقطني: لم ضعَّف النسائي إسماعيل بن أبي أويس؟ فقال: ذكر محمد بن موسى الهاشمي وهو إمام كان النسائي يخصه قال: حكى لي النسائي أنه حكى له سلمة بن شبيب عن إسماعيل قال: ثم توقَّف النسائي فما زلت أداريه أن يحكي لي الحكاية حتى قال: قال لي سلمة: سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم. قال أبو بكر البرقاني: فقلت للدارقطني: من حكى لك هذا عن ابن موسى؟ قال: الوزير -يعني: ابن حنزابة- وكتبتها من كتابه”.[55]
وفي هذا دلالة على رجوع الأئمة لكتب ابن حنزابة أمثال الإمام الدارقطني رحمه الله، مما يدل على قدره ومكانة كتبه بين العلماء.
وقد وافق كثير من النقاد الوزير ابن حنزابة والنسائي في تضعيفهما لإسماعيل بن أبي أويس ومنهم: ابن معين، فقد نقل ابن أبي حاتم قوله عنه بأنه: “صدوق ضعيف العقل ليس بذلك، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول إسماعيل بن أبي أويس محله الصدق وكان مغفلًا، وقال أحمد بن حنبل: لا بأس به“.[56]
ونقل ابن عدي عن يحيى بن معين قوله: ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث، ثم نقل قول النسائي: إسماعيل بن أبي أويس ضعيف.[57]
ونقل المزي عَنْ يحيى بن معين قوله: أَبُو أويس وابنه ضعيفان، وعنه أيضًا أنه: مخلط، يكذب، ليس بشيءٍ.[58]
يتضح مما سبق أن عددًا من النقاد وافقوا الوزير ابن حنزابة في جرحه لإسماعيل بن أبي أويس، بل إن ما أورده الحافظ ابن حنزابة من قصة فيها بيان سبب التجريح وهذا من أقوى المرجحات على تقديم الجرح على التعديل فيما لو اجتمعا في الشخص الواحد.
قال السيوطي: “وإذا اجتمع فيه، -أي الراوي- جرح مفسر، وتعديل، فالجرح مقدم، ولو زاد عدد المعدل، هذا هو الأصح عند الفقهاء والأصوليين؛ لأن مع الجارح زيادة علم لم يطلع عليها المعدِّل؛ ولأنه مصدق للمعدل فيما أخبر به، عن ظاهر حاله، إلا أنه يخبر عن أمر باطن خفي عنه”.[59]
وقد يشكل هذا الحكم على رجل من رجال الشيخين لذا أجاب الحافظ ابن حجر بما يزيل هذا الإشكال بقوله: “وهذا هو الذي بان للنسائي منه حتى تجنب حديثه وأطلق القول فيه بأنه (ليس بثقة) ولعل هذا كان من إسماعيل في شبيبته ثم انصلح، وأما الشيخان فلا يظن بهما أنهما أخرجا عنه إلا الصحيح من حديثه الذي شارك فيه الثقات وقد أوضحت ذلك في مقدمة شرحي على البخاري _ والله أعلم _ “.[60]
وقال الذهبي عن إسماعيل بن أبي أويس: “كان عالم أهل المدينة، ومحدثهم في زمانه على نقص في حفظه وإتقانه، ولولا أن الشيخين احتجا به، لزحزح حديثه عن درجة الصحيح إلى درجة الحسن، هذا الذي عندي فيه… الرجل قد وثب إلى ذاك البر، واعتمده صاحبا، ولا ريب أنه صاحب أفراد ومناكير تنغمر في سعة ما روى، فإنه من أوعية العلم، وهو أقوى من عبد الله كاتب الليث”.[61]
.2.2أقوال الوزير أبي الفضل ابن حنزابة في الجرح والتعديل
تنوعت ألفاظ التعديل عند الوزير ابن حنزابة فمن ألفاظ التعديل المنقولة عنه: ثقة، وشيخ صالح، وصدوق مغرق فِي الكتابة، وهي ألفاظ تشعر بالتعديل، ومن أمثلة ذلك:
أـ عبد السلام بن أحمد بن سهيل بن مالك بن دينار أبو بكر البصري (ت 298هـ):
قال عنه أبو الفضل الوزير ابن حنزابة: “شيخ صالح”.[62]
وممن سبق بالحكم عليه بمثل ما قاله الوزير ابن حنزابة عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى أبو سعيد المصري الصوفي (ت347هـ)، فقال عنه: “كان رجلا صالحًا صدوقًا”.[63]
وقال عنه ابن عساكر: “كان رجلًا صالحًا صدوقًا”.[64].
ب ـ عبد اللَّه بن جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي، أبو محمد البصري (ت239هـ).
قال عنه أبو الفضل الوزير بن حنزابة: “صدوق، معروف في الكتابة”.[65]
وقد وافق الوزير ابن حنزابة على ذلك: ابن نقطة (ت 629هـ)، فقال عنه: “ثقة صدوق معروف في الكتابة”.[66]
وممن وثقه الدارقطني[67]، ومسلمة بن قاسم الأندلسي.[68]
ج ـ الإمام أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني (ت371هـ):
قال أبو الفضل الوزير ابن حنزابة عنه: “لقد كان رزق من العلم والجاه، وكان له صيتٌ حسن“.[69]
ووافقه جمع غفير منهم الحاكم النيسابوري(ت405هـ)، فقال عنه: “كان أبو بكر واحد عصره، وشيخ المحدثين والفقهاء وأجلهم في الرياسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين عقلاء الفريقين من أهل العلم فيه”.[70]
وقال عنه الإمام الذهبي (ت748هـ): “كان مقدمًا في الفقه والعربية، كثير التصانيف، رئيسًا مفضلًا على أهل العلم”.[71]
د ـ أحمد بن أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان أبو ذر ابن الباغَنْدِيِّ (ت326هـ):
قال أبو الفضل الوزير ابن حنزابة عنه: “سمعت من أبي ذر ابن الباغَندي وهو ثقة”.[72]
ووافقه على ذلك الدارقطني الدارقطني، ومحمد بن أبي الفوارس، نقله البغدادي عنهما.[73]
ووافقه على ذلك الذهبي فقال: “ثقة يفضل على أبيه”.[74]
أما ألفاظ التجريح عند أبي الفضل ابن حنزابة فبعد الاستقصاء عنها وجدته يستخدم لفظ “ضعيف”، ونقل عنه الدارقطني _ رحمه الله _ أن ألفاظه تكون شديدة في بعض الأحيان، ومن أمثلة من جرحهم:
أـ محمد بن محمد سليمان الباغَندي (ت312هـ) والد أحمد الباغندي المتقدم:
قال الدارقطني: “كان كثير التدليس يحدث ما لم يسمع، وربما سرق، وقال: أشد ما سمعت فيه من الوزير بن حنزابة”.[75]
وممن وافقهما على ذلك: إبراهيم الأصبهاني فقال عنه: “كذاب”[76]، وقال ابن عدي: “وكان مدلسًا يدلس على ألوان، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب”.[77]
ب ـ الليث بن سعد بن علي بن الخليل، أبو الطيب البزاز النَّصيبي:
قال أبو الفضل الوزير ابن حنزابة: “لم أُحدث عن الليث بن سعد النَّصيبي؛ لأنه ضعيف”.[78]
خالفه في ذلك عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى (ت347هـ)، فقال عنه: “كان كثير الحديث، حدَّثَ عن الكوفيين والبغداديين والمصريين وغيرهم، وكان حسن الحديث ثقة“.[79]
ج ـ سليمان بن أحمد المَلَطِيُّ:
قال الوزير أبو الفضل ابن حنزابة عنه: “ضعيف”.[80]
وممن نقل تضعيفه عن ابن حنزابة الحافظ ابن حجر _ رحمه الله _ فقال: “كذبه الدارقطني، وضعَّفه ابن حنزابة”[81].
أقول: هذا يدل على مكانة الوزير ابن حنزابة _ رحمه الله _ ومعرفته بالرجال؛ مما جعل الحافظ ابن حجر (ت852هـ) _ رحمه الله _ وهو أمير المؤمنين في الحديث في زمانه ينقل أقواله في الجرح والتعديل.
وممن وافق ابن حنزابة على ذلك: الإمام الذهبي رحمه الله، فقال: “هو ضعيف”.[82]
وقال عنه الحاكم النيسابوري: “سليمان متروك يضع الحديث”[83]
وقد تعقب الوزيرَ أبا الفضل ابن حنزابة بعضُ علماء النقد في مسائل يسيرة منها:
أـ تعقَبه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر (ت571هـ) على الراوي أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي خلف البغدادي القطيعي (ت233هـ)، فقال:”ذكره الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن حنزابة في شيوخ أبي داود ولم أجده فِي كتابه، ولعله أراد محمد بن أحمد بن أبي خلف”.[84]
قال الإمام المزي: “وقد روى أبو داود عن محمد بن أحمد بن أبي خلف عدة أحاديث غير هذا يسميه وينسبه في عامتها، ولم نجد له عن أحمد بن أبي خلف غير هذا الحديث الواحد على ما فيه من الاختلاف، فالله أعلم”.[85]
أقول يقصد الإمام المزي _ رحمه الله _ بالحديث الواحد هو ما جاء في سنن أبي داود أنه قال: “حدثنا أحمد بن أبي خلف، وأحمد بن عمرو بن السرح، قالا: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله، قال ابن السرح عبيد الله بن عبد الله: عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تضربوا إماء الله”.[86]
أقول: وقد روى أبو داود عن محمد بن أبي خلف غير هذه الرواية ويذكره باسمه هذا، بل ذكر الإمام المزي أن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي خلف من شيوخ أبي داود السَّجتاني.[87]
ب ـ تعقَّبه الإمام جمال الدين المزي (ت742هـ) على الراوي مُضَرِّب بن يحيى، فقال:
“روى عنه: أبو داود فيما ذكر أبو الفضل بْن حنزابة ذكر ذلك الحافظ أبو القاسم في (الشيوخ النبل[88]) ولم نقف على روايته عنه ولا وجدنا له ذكرا فِي شيء من التواريخ ولا في شيء من الأحاديث، ونراه تصحيفًا من مصرف بن عَمْرو، _ والله أعلم _ “.[89]
أقول: هذ ما أكده الشيخ شعيب الأرناؤوط، والدكتور بشار عواد، بقولهما: “صوابه: مُصَرِّف بن عمرو”.[90] ولعل الأمر اختلط على ابن حنزابة هنا فلم يفرق بين مضرِّب بن عمرو، ومُصَرِّف بن عمرو، وهذا الأمر قد يقع فيه كبار المحدثين.
وقد رجح بعض أئمة النقد كالإمام المزي كلام الوزير ابن حنزابة في بعض المسائل أيضًا ومن أمثلة ذلك:
ما جاء في الراوي أبي بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي البزاز(ت276هـ):
قال المزي في ترجمته: “قال أَبُو الْقَاسِم في (المشايخ النبل[91]): محمد بن إبراهيم البزاز، يروي عن أبي نُعَيم، روى عنه أبو داود أفرده ابن حنزابة عن الأسباطي، وعندي أنه هو”. ثم قال المزي: “هكذا قال أبو القاسم، وما ذكر ابن حنزابة أولى، فإن الأسباطي يروي عَنْ طبقة أقدم من طبقة أبي نُعَيم ومنصور بْن سلمة كما تقدم في ترجمته، وما أخلقه أن يكون أَبَا أمية الطرسوسي، _ والله أعلم _ “.[92]
أقول: يقصد الإمام المزي بالأسباطي: محمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن أسباط الْكِنْدِيّ الأسباطي (ت 248ه)، وهذا يشير لترجيح الإمام المزي _ رحمه الله _ مع عظم قدره ومنزلته في الحديث قول ابن حنزابة في تمييز محمد بن إبراهيم البغدادي عن محمد بن إبراهيم الأسباطي، ولا شك أن هذا يدل على معرفة ابن حنزابة بالرجال وتمييزه لهم، وهذا ما يسمى عند علماء الأصول بعلم المتفق والمفترق وهو فن يعسر فهمه وتحتاج معرفته إلى يقظة شديدة وخاصة عند الاشتراك في بعض التلاميذ كما في مثالنا هذا فكلاهما روى عنه أبو داود، مما يجعل عملية الفصل بينهما أكثر صعوبة وبالرغم من ذلك ميز بينهما الوزير رحمه الله.
الخاتمة
بعد عرض ترجمة الإمام الوزير أبي الفضل ابن حنزابة وإبراز مكانته العلمية في علم الحديث الشريف، نخلص إلى النتائج الآتية:
1ـ الوزير أبو الفضل ابن حنزابة تولى الوزارة في عهد الدولة الإخشيدية التي استمرت من 323 هـ- 358 هـ، وقد تعرض للسجن والتعذيب، واشتهر _ رحمه الله _ بالحرص على طلب الحديث، وحضور مجالس العلماء، وكان يقصده كبار أئمة أهل عصره، ولم تشغله الوزارة عن التحديث والتصنيف.
2ـ اهتم الوزير أبو الفضل ابن حنزابة بعلم الجرح والتعديل بما يُنبئ عن معرفته بالرجال فخاض غمار الحكم على الرجال جرحًا وتعديلًا، وقد وافقه على أحكامه أئمة النقد المشهورون.
3ـ مما يشهد على المكانة العلمية للوزير أبي الفضل ابن حنزابة رجوع الأئمة لكتبه، ونقل أقواله في الرجال، مما يدل على إمامته وحفظه وشهرته.
4ـ تنوعت ألفاظ الجرح والتعديل عند الوزير أبي الفضل ابن حنزابة، فمن أشهر ألفاظ التعديل عنده: “ثقة”، “شيخ صالح”، “صدوق مغرق في الكتابة”، وغيرها، أما ألفاظ الجرح عنده فغالبًا ما كان يستعمل لفظ: “ضعيف”، ويستخدم لفظًا أشد منه أحيانًا.
5ـ تُعقِّب الوزير أبو الفضل ابن حنزابة في مسائل يسيرة كأسماء شيوخ بعض الرجال، ورجح بعض أقواله أئمة كبار.
6ـ استطاع الوزير أبو الفضل ابن حنزابة التمييز أحيانًا بين الرواة الذين اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم خطًا ولفظًا واختلفت أشخاصهم.
7ـ من خلال استقصاء عبارات الجرح والتعديل عند الوزير ابن حنزابة لاحظنا بأنه بالرغم من معرفته لبعض الرجال إلا أنه يعتبر مُقل نسبيًا في الحكم عليهم؛ وقد يكون ذلك تورعًا منه، أو عدم وصول بقية أقواله لنا.
[1] أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان البرمكي، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس (بيروت: دار صادر، 1900)، 1/346؛ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، سير أعلام النبلاء (القاهرة: دار الحديث،1427/2006)، 8/698.
[2] مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي»، سلم الوصول إلى طبقات الفحول، تحقيق: محمود عبد القادر الأرناؤوط (إسطنبول: مكتبة إرسيكا، 2010)، 1/413.
[3] شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، تذكرة الحفاظ، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1419/1998)، 3/152.
[4] أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير، الكامل في التاريخ (بيروت: دار صادر، 1385 / 1965)، 8/183.
[5] عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، طبقات الحفاظ (بيروت: دار الكتب العلمية، 1403هـ)، 406.
[6] أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي القرشي الجرجاني، سؤالات حمزة بن يوسف السهمي، تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر (الرياض: مكتبة المعارف، 1404/ 1984)، 24؛ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد وذيوله، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا (بيروت: دار الكتب العلمية، 1417 هـ)، 7/242؛ شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي، معجم الأدباء، تحقيق: إحسان عباس (بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1414 – 1993)، 2/781؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، 12/436؛ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا (بيروت: دار الكتب العلمية، 1412/1992)، 15/27؛ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، البداية والنهاية، تحقيق: علي شيري (بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1408/1988)، 11/377.
[7] أصل الأخشيديين أتراك من فرغانة (من بلاد ما وراء النهر) مؤسسها هو محمد الأخشيد بن طغج، وتولاها محمد الأخشيد من قبل الخليفة الراضي. وازدهرت البلاد في عهده، واستطاع أن يضم بلاد الشام، ثم ضم الحجاز، واستمرت الدولة الإخشيدية من 323 هـ – 358 هـ. (أحمد معمور العسيري، موجز التاريخ الإسلامي منذ عهد آدم عليه السلام إلى عصرنا الحاضر، (د.ن، 1417 /1996)، 232).
[8] كافور: هو صاحب مصر الخادم الأستاذ أبو المسك كافور الإخشيذي الأسود، كان مهيبًا، سائسًا، حليمًا، جوادًا، وقورًا، لا يشبه عقله عقول الخدام، توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. (الذهبي، سير أعلام النبلاء، 16/190).
[9] هو: أبو الفوارس أحمد بن علي بن الإخشيد استلم إمارة مصر بعد كافور، وعمره عشر سنين وعشرة أشهر، وقد حسنت سيرته، وأمر برفع الكلف والمؤن، وتعطيل المواخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. (تقي الدين المقريزي، المقفى الكبير، تحقيق: محمد اليعلاوي (بيروت: دار الغرب الاسلامي، 1427/ 2006)، 3/27؛ أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي المصري، كتاب الولاة وكتاب القضاة، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي (بيروت: دار الكتب العلمية، 1424/2003) 215.
[10] الحسين بن عبيد الله بن طغج: أمير، تركيّ الأصل، ولد عام 312هـ، أغار عليه القرامطة، فأخذوا منه الرملة، فانتقل إلى مصر، وتمكن بها، ثم انحاز إلى الشام، وولي إمرتها سنة 358هـ، ثم أسر وأرسل إلى مصر، وأعيد إلى مصر فأقام إلى أن توفي عام 371هـ. (خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي، الأعلام (بيروت: دار العلم للملايين، 2002م)، 2/198).
[11] قدم مع الحسين بن طغج إلى مصر آخر ذي الحجّة سنة 357هـ، واستوزره عام 358هـ بعد قبضه على الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات، وخوطب بالوزير. فعاشر الناس عشرة جميلة ولم ير أحد منه سوءا. (المقريزي، المقفى الكبير، 3/198).
[12] هو إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر، أبو جعفر الحسينيّ، الموسويّ المكّيّ القاضي الخطيب، قدم مصر وحدّث بها، وحدّث بدمشق ومكّة، مات في رمضان 399هـ. (المقريزي، المقفى الكبير، 1/67).
[13] ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 2/781؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 1/347.
[14] يرويه الصحابي السائب بن يزيد، أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره: أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته، فقال له عمر: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَلِي مِنْ أَعْمَالِ النَّاسِ أَعْمَالًا، فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعُمَالَةَ كَرِهْتَهَا؟ قَالَ: فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا تُرِيدُ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ لِي أَفْرَاسًا وَأَعْبُدًا، وَأَنَا بِخَيْرٍ، وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونَ عَمَالَتِي صَدَقَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ عُمَرُ: فَلا تَفْعَلْ، فَإِنِّي قَدْ كُنْتُ أَرَدْتُ الَّذِي أَرَدْتَ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِينِي الْعَطَاءَ، فَأَقُولُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالًا، فَقُلْتُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ، وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ، وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلا سَائِلٍ، فَخُذْهُ، وَمَا لَا، فَلا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ “. رواه أحمد بن حنبل الشيباني، المسند، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرون (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1421هـ/2001م) 1/380، (رقم 279) 380؛ وهو عند البخاري في صحيحه من طريق سالم عن عبد الله بن عمر __ رضي الله عنهما_، محمد بن إسماعيل البخاري، الجامع الصحيح، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرون (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1431هـ/2010م)، “الزكاة”، 51 (رقم 1473).
[15] الذهبي، سير أعلام النبلاء، 16/486.
[16] الذهبي، سير أعلام النبلاء، 16/486.
[17] الذهبي، سير أعلام النبلاء، 12/437.
[18] الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 7/242؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق، 72/141؛ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 2/781.
[19] حمزة السهمي الجرجاني، سؤالات حمزة، 12.
[20] حمزة السهمي الجرجاني، سؤالات حمزة، 53.
[21] شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، (بيروت: دار الكتب العلمية،1417 هـ- 1997م)، 200.
[22] شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، العبر في خبر من غبر، تحقيق: أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول (بيروت: دار الكتب العلمية، د.ت.)، 2/181.
[23] ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 2/784.
[24] محمد بن مكرم بن علي، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، تحقيق: روحية النحاس، وآخرون (دمشق: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، 1402/ 1984)، 6/77.
[25] من شيوخ ابن حبان لم أجد تاريخًا لوفاته.
[26] لم أعثر على تاريخ وفاته.
[27] لم أعثر على تاريخ وفاته.
[28] الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 7/242؛ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 2/781؛ عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقيلي ابن العديم، بغية الطلب في تاريخ حلب، تحقيق: سهيل زكار (بيروت: دار الفكر، د.ت.)، 10/4626؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، 12/436.
[29] أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر، تاريخ دمشق، تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي (دمشق: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415/1995)، 14/105و 72/141و53/93؛ ابن العديم، بغية الطلب، 6/2532و 6/2962؛ الذهبي، تذكرة الحفاظ، 3/193؛ أبو الطيب نايف بن صلاح بن علي المنصوري، إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (الرياض: دار الكيان، د.ت.)، 277.
[30] كاتب جلبي، سلم الوصول، 1/413.
[31] الذهبي، تذكرة الحفاظ، 3/152.
[32] أبو جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشي، ثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشي، تحقيق: عبد الله العمراني (بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1403هـ).
[33] إسماعيل بن محمد أمين بن مير سليم الباباني البغدادي، إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون (بيروت: دار إحياء التراث العربي، د.ت.)، 4/481.
[34] عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين (بيروت: مكتبة المثنى، د.ت.)، 3/142.
[35] ابن العديم، بغية الطلب، 10/ 4626.
[36] شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام، تحقيق: الدكتور بشار عوّاد معروف (بيروت: دار الغرب الإسلامي، 2003 م)، 8/698؛ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 2/781.
[37] ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 2/781؛ يوسف بن تغري بردي بن عبد الله الظاهري الحنفي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (مصر: وزارة الثقافة، دار الكتب، د.ت.)، 4/203.
[38] الذهبي، العبر في خبر من غبر، 3/51.
[39] عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم (مصر: دار إحياء الكتب العربية،1387/1967)، 1/353.
[40] ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 2/782.
[41] يحيى بن علي بن عبد الله بن علي بن مفرج النابلسي ثم المصري، المعروف بالرشيد العطار، نزهة الناظر في ذكر من حدث عن أبي القاسم البغوي من الحفاظ والأكابر، تحقيق: مشعل بن باني الجبرين المطيري (بيروت: دار ابن حزم، 1423/2002)، 1/48.
[42] شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قِزْأُوغلي بن عبد الله المعروف بـ «سبط ابن الجوزي»، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (دمشق: دار الرسالة العالمية،1434/2013)، 18/125.
[43] ابن خلكان، وفيات الأعيان، 1/347.
[44] الذهبي، سير أعلام النبلاء، 12/436.
[45] حمزة الجرجاني، سؤالات حمزة للدارقطني، 24، يوسف بن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 4/203.
[46] الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 8/158.
[47] كاتب جلبي، سلم الوصول، 1/413؛ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 2/784.
[48] أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي، طبقات علماء الحديث، تحقيق: أكرم البوشي، إبراهيم الزيبق (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1417/1996)، 3/219.
[49] صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي، الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرناؤوط، وتركي مصطفى (بيروت: دار إحياء التراث،1420/2000)، 11/95.
[50] الذهبي، تاريخ الإسلام، 7/655.
[51] الذهبي، تاريخ الإسلام، 7/655.
[52] أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، موافقة الخبر الخبر في تخريج أحاديث المختصر، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، وصبحي السيد جاسم السامرائي (الرياض: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، ط2، 1414/1993)، 2/11.
[53] ابن عساكر، تاريخ دمشق، 18/78.
[54] ابن حجر، التقريب، 139.
[55] شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، سير أعلام النبلاء (القاهرة: دار الحديث،1427/2006)، 8/442.
[56] أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الرازي، ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل (بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1271/ 1952)، 2/181.
[57] عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد أبو أحمد الجرجاني، الكامل في ضعفاء الرجال، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض (بيروت: الكتب العلمية، 1418/1997)، 1/525.
[58] يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، أبو الحجاج، جمال الدين ابن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي المزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: بشار عواد معروف (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1400/1980)، 3/127.
[59] عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، تحقيق: أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي (الرياض: دار طيبة،1427/2006)، 1/364.
[60] أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب (الهند: مطبعة دائرة المعارف النظامية، 1326هـ)، 1/312).
[61] الذهبي، سير أعلام النبلاء، 10/392-393.
[62] أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر، تاريخ دمشق، تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي (بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415/1995)، 36/196.
[63] ابن عساكر، تاريخ دمشق، 36/197.
[64]ابن عساكر، تاريخ دمشق، 36/197.
[65] المزي، تهذيب الكمال، 14/385.
[66] محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع، ابن نقطة الحنبلي البغدادي، إكمال الإكمال، تحقيق: عبد القيوم عبد رب النبي (مكة المكرمة: جامعة أم القرى، 1410هـ)، 1/446.
[67] الذهبي، تاريخ الإسلام، 5/848.
[68] مغلطاي، إكمال تهذيب الكمال، 7/288.
[69] الذهبي، تاريخ الإسلام، 8/353.
[70] الذهبي، تاريخ الإسلام، 8/353.
[71] الذهبي، تاريخ الإسلام، 8/763.
[72] حمزة الجرجاني، سؤالات حمزة للدارقطني، 141.
[73] البغدادي، تاريخ بغداد، 5/86.
[74] شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، المقتنى في سرد الكنى، تحقيق: محمد صالح عبد العزيز المراد (المدينة المنورة: المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية، 1408هـ)، 1/229.
[75] ابن عساكر، تاريخ دمشق، 55/172.
[76] نقله عنه: أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي، الضعفاء والمتروكين، تحقيق: عبد الله القاضي (بيروت: دار الكتب العلمية، 1406هـ)، 3/97.
[77] ابن عدي الجرجاني، الكامل في ضعفاء الرجال، 6/300.
[78] حمزة الجرجاني، سؤالات حمزة للدارقطني، 252.
[79] أبو الفداء زين الدين قاسم بن قُطْلُوْبَغَا السُّوْدُوْنِي، الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة، تحقيق: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان (صنعاء: مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية، 1432/2011)، 8/94.
[80] حمزة الجرجاني، سؤالات حمزة للدارقطني، 219.
[81] أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، لسان الميزان، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة (بيروت: دار البشائر الإسلامية، 2002 م)، 4/124.
[82] الذهبي، تاريخ الإسلام، 5/1136.
[83] الحاكم، معرفة علوم الحديث، 185.
[84] المزي، تهذيب الكمال، 1/430.
[85] المزي، تهذيب الكمال، 1/431.
[86] أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق السِّجِسْتاني، سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد (صيدا: المكتبة العصرية، د.ت.)، “النكاح”، 43 (رقم 2146).
[87] المزي، تهذيب الكمال، 1/429.
[88] علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر، المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل (بيروت: دار الفكر، 1980)، 291.
[89] المزي، تهذيب الكمال، 28/50
[90] شعيب الأرناؤوط – بشار عواد معروف، تحرير تقريب التهذيب للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1417 هـ – 1997 م)، 3/384.
[91] ابن عساكر، الأئمة الُنبل، 224.
[92] المزي، تهذيب الكمال، 24/337.
للاطلاع على المصادر والمراجع وقراءة البحث كاملاً اضغط هنا